عشرة حقائق قاسية للحياة بعد الحرب النووية
عندما تسقط القنبلة النووية، فإن وجه الكوكب سيتغير إلى الأبد. وطوال فترة الحرب الباردة التي استمرت لنحو 50 عام، كان الرعب المتبادل مستمر خلالها. عاش العالم على يقين أن شخص واحد قادر على كبس الزر وإشعال المحرقة النووية.
ومنذ سقوط الإتحاد السوفيتي، فإن فكرة الدمار النووي الشامل قد تحولت إلى ما يشبه الخلفية الفنتازية للأفلام السينمائية والألعاب. لكن التهديد لا يزال قائماً في الحقيقة. فالقنابل ماتزال في مكانها، في انتظار شخص ما سيضغط على الزر. وهناك دائماً أعداء جدد يتعين تدميرهم.
وقد أجرى العلماء اختبارات ومحاكيات لفهم ماهية الحياة بعد القنبلة. بعض الناس سيعيشون. لكنهم سيحيون في بقايا مشتعلة من عالم مُدمر وسوف يتغير إلى الأبد.
سقوط المطر الأسود
بعد لحظات من انفجار القنبلة سوق يتساقط المطر الأسود. لكن يكون نمطاً مصغراً من تساقط المطر الذي يزيل الغبار واللهب. بل سيكون على شكل كرات سوداء تشبه النفط، وقد تقتلك.
وفي هيروشيما، بدأ المطر الأسود في التساقط بعد 20 دقيقة من انفجار القنبلة. وقد غطى مساحة تقدر بحوالي 20 كيلومتر (12 ميل) مربع حول نقطة الانفجار، مغطياً المناطق الريفية بسائل سميك يمكن أن يلوث أي شخص يلمسه بالإشعاع 100 مرة أكثر من وقوفه في نقطة الانفجار.كانت المدينة حول الناجين تحترق وتلتهم الأكسجين من حولهم، وكانوا يموتون من العطش فعلياً، يكافحون عبر النيران، وقد أصبحوا في قمة اليأس الذي اضطرهم لفتح أفواههم ومحاولة شرب السائل الغريب الذي يتساقط من السماء.
كان هناك ما كمية كافية الإشعاع في السائل، قادرة على تغيير دماء الشخص. كانت قوية بما يكفي إلى درجة جعلت الآثار اللاحقة للمطر يمكنها الاستمرار حتى يومنا هذا في الأماكن التي هطل عليها في ذلك الوقت. وإذا تكرر الأمر في يومنا سوف يكون أقسى بكثير.
سيقطع النبض الكهرومغناطيسي الكهرباء بالكامل
عند حدوث انفجار نووي، فبإمكانه إحداث موجة من الإشعاع الكهرومغناطيسي بمقدوره إعطاب النظام الكهربائي- أو حتى شبكة الكهرباء في كامل أنحاء الدولة.
وفي اختبار نووي واحد، كان النبض الذي أرسلته قنبلة نووية واحدة في غاية القوة إلى درجة أمكنه إطفاء مصابيح الشوارع وأجهزة التليفزيون، كحادث خارج عن التقدير. ومنذ ذلك الحين تم تصميم القنابل من أجل هذا الغرض.
وإذا انفجرت قنبلة على ارتفاع 400-480 كيلومتر (250-300 ميل) نبض كهرومغناطيسي فوق بلد بحجم الولايات المتحدة، فإن شبكة الكهرباء في كامل أنحاء البلاد ستتوقف عن العمل.
لذا بعد أن تسقط القنبلة، ستنقطع الأنوار. وستتوقف كل ثلاجة يتم تخزين الطعام بداخلها عن العمل. وستمحى كل البيانات المخزنة على أجهزة الحواسيب. والأسواء من ذلك، تعطل مرافق معالجة المياة وسنخسر مياه الشرب النظيفة.
ومن المتوقع أن يستغرق الأمر ستة أشهر من العمل المتواصل لاسترجاع شبكة الكهرباء مرة أخرى بعد توقفها. لكن هذا بافتراض أن الناس لديهم كامل الحرية للعمل عليها لفترة طويلة بعد سقوط القنبلة، بإمكاننا توقع أن نحيا بدون كهرباء وبدون مياه نقية
سيحجب الدخان الشمس
ستكون المناطق حول مركز الانفجار مشحونة بكميات هائلة من الطاقة وستتحول إلى حرائق. سيشتعل كل شيء قابل للاشتعال بما فيها المباني والغابات والبلاستيك وحتى أسفلت الطريق سوف يحترق، ومصافي النفط - التي كانت أهداف موضوعة خلال الحرب الباردة - سوف تتفجر بألسنة اللهب.
والنيران التي ستجتاح كل هدف للقنبلة النووية سوف تبعث بدخان سخامي سام ينجرف إلى الغلاف الجوي، ومنه إلى طبقة الستراتوسفير العليا. وستنمو سحابة معتمة من الدخان فوق الأرض بحوالي 15 كيلومتر وستتحرق حسب اتجاه الرياح حتى تغطي الكوكب بأكمله حاجبة السماء.
وفي السنوات الأولى بعد المحرقة النووية، سيكون هذا الأمر واقع المشي بالخارج. ولسنوات لن تشرق الشمس وسوف نرى سحب سوداء فقط تمتص الضوء. ومن العسير الجزم بمدة بقائها وعودة السماء الزرقاء مرة أخرى. لكن في محرقة نووية شاملة، يُعتقد أنها سوف تستمر 30 عاماً حتى تعود السماء الصافية.
ستتسبب البرودة القاسية في منع نمو النباتات
مع حجب الدخان الأسود لأشعة الشمس، سوف تستمر درجات الحرارة في الهبوط، حس عدد القنابل التي تم إطلاقها، فإن هذا سيكون تحول وخيم العواقب. ففي أقسى الحالات، من المتوقع أن درجات الحرارة العالمية ستنخفض بمقدار 20 درجة سليزية (36 فهرنهايت).
وإذا كانت هناك محرقة نووية شاملة، من المتوقع أن يأتي العام الأول دون صيف. سيكون الطقس خلال مواسم الزراعة أشبه بالشتاء أو على الأرجح بالشتاء السريع. ستضحى زراعة الغذاء مستحيلة. وستموت الحيوانات حول العالم من الجوء، وستذبل النباتات وتموت. وهذا لن يكون بزوغ فجر عصر جليدي جديد،
تمزق طبقة الأوزون
هلاك المليارات جوعاً
في حالة محرقة نووية شاملة، سيستغرق الأمر خمس سنوات قبل أن يصير أي شخص قادراً على زراعة كمية معقولة من الغذاء. فمع درجات الحرارة المنخفضة، وموت الغابات، والأشعة فوق البنفسجية الضارة القادمة من السماء، ستصمد القليل من المحاصيل حتى الحصاد. وسيهلك المليارات من البشر.
ويتعين على الناجين البحث عن وسائل لإيجاد الغذاء، لكن لن يكون الأمر بهذه البساطة. والناس الذين يعيشون قرب البحار لديهم فرصة أفضل قليلاً لأن البحار تنخفض درجة حرارتها ببطئ. إلا أن الحياة في المحيطات ستظل نادرة.
فبسبب حجب أشعة الشمس ستهلك العوالق البحرية، مصدر الغذاء الرئيسي الذي يحفظ الحياة مزدهرة في المحيطات. وسيرتفع التلوث الإشعاعي في الماء، مغلفاً أشكال الحياة في طريقه ويجعل تناولنا لما نصطاده من المحيطات خطيراً.
ولن ينجو غالبية الناجين من الانفجار خلال السنوات الأولى للانفجار. لأن الغذاء في غاية الندرة، والمنافسة محتدمة، والغالبية ستهلك.
من الآمن تناول الطعام المعلب
سيكون تناول الطعام المعلب، الوسيلة الرئيسية للناجين خلال السنوات الخمس الأولى. تماماً كما في السينما والتليفزيون، فعلب الطعام المغلقة بإحكام ستكون آمنة في تناولها بعد المحرقة النووية.
وقد أجرى العلماء تجربة، قاموا فيها بوضع بيرة وصودة معلبة بالقرب من إنفجار نووي. وقد غطى الزجاجات من الخارج طبقة ثقيلة من الاشعاع، لكن محتوياتها من الداخل ظلت آمنة. فقط المشروبات القريبة من مركز الانفجار أصبحت ملوثة بالإشعاع، لكنه ليس ضاراً بما فيه الكفاية لقتلك. على الرغم من أن مجموعة العلماء تذوقوها، واصفين النكهة بأنها مختلفة بالتأكيد.
والطعام المعلب كما يُعتقد، سيكون آمناً كالمشروبات المعلبة. ويعتقد أن المياه القادمة من الآبار العميقة قد تظل صالحة للشرب. الكفاح من أجل البقاء، ثم بعد لك معركة السيطرة على الآبار الريقية وعلب الطعام المحفوظ سيظل أمل البشرية الأخير.
سيخترق الإشعاع الكيميائي عظامنا
حتى مع وجود الطعام لتناوله، سيعاني الناجون مع انتشار واسع للسرطان. وبعد فترة قصيرة من انفجار القنابل، سترتفع الجسيمات المشعة إلى السماء ومن ثم تسقط حول العالم. وعندما تنزل إلى الأرض، ستكون صغيرة جداً ومنتشرة على نطاق واسع غير أنه ليس في استطاعتنا أن نراها بالعين المجردة، كما أنه بمقدور هذه الجسيمات القضاء علينا.
أحد هذه الكيماويات نظير السترونتيوم 90، الذي يخدع الجسم على أنه كالسيوم عند استنشاقه أو استهلاكه. ويرسل الجسم هذه الكيماويات السامة مباشرة إلى نخاع العظم والأسنان، مصيباً الضحية بسرطان العظام.
وسواء نجحنا في البقاء على قيد الحياة ، فإن هذه الجسيمات المشعة لها علاقة ضئيلة بالحظ. ومن غير الواضح تماماً، كم من الوقت سيستغرق سقوط هذه الجسيمات. لكن قد يستغرق وقتاً أطول يكفي لنجاتنا.
سوف تكون هناك عواصف هائلة
خلال العامين أو الثلاثة الأولى من الظلام المتجمد، يمكننا أن نتوقع اجتياح العواصف للعالم على نحو لم نراه من قبل.
فلن يحجب الغبار المنطلق إلى طبقة الستراتوسفير أشعة الشمس فحسب، بل سيؤثر على الطقس أيضاً. فسيغير من كيفية تشكيل السحب، جاعلاً إيهاه أكثر كفاءة في إنتاج المطر. حتى تعود الأمور إلى نصابها، يمكننا توقع مطراً مستمراً ينهال على الأرض على هيشة عواصف ثقيلة.
وستكون الأمور أسوأ في المحيط. فعلى الرغم من انخفاض درجات حرارة الأرض بسرعة إلى شتاء نووي، فإن انخفاض درجات حراراة المحيطات سوف يستغرق وقتاً أطول. فستظل دافئة نسبياً، الأمر الذي سوف يسبب عواصف هائلة فوق المحيطات. وستتسبب الأعاصير والزوابع في دمار شديد على طول سواحل العالم وستستمر في ذلك لسنوات.
سيعيش الناس في مجاعة
سيهلك المليارات من البشر في المحرقة النووية. من المتوقع أن يهلك 500 مليون من البشر على الفور في موجة الانفجارات الأولية. سيجوع المليارات وسيتجمدون حتى الموت وهم يكافحون للنجاة في العالم الجديد.
مع ذلك، هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن حفنة من الناس سيتمكنون من النجاة في النهاية. لن ينجو الكثير من الناس، لكن هذه رؤية أكثر إيجابية لمستقبل ما بعد الكارثة عما اعتدنا عليه. ففي الثمانيات من القرن العشرين، كان هناك شبه إجماع لدى العلماء أن الكوكب بأكمله سيتم محوه. لكن اليوم، لدينا المزيد من الإيمان بأن قلة من الناس ستنجو.
وبعد حوالي 25 إلى 30 عاماً، ستنقشع السحب، وستعود درجات الحرارة إلى طبيعتها، وستكون الحياة قادرة على العودة مرة ثانية. ستنمو النباتات. ربما لا تكون بنفس الخصوبة سابقاً. لكن بعد عقود قليلة، قد يكون شكل العالم مثل تشيرنوبل المعاصرة، حيث تنمو الغابات الكثيفة حول بقايا المدينة المنكوبة.
ستعود الحياة، ويعيد الناس بناء حياتهم الطبعيةي. لكن العالم لن يكون كالعالم الذي سبقه.
تعليقات
إرسال تعليق